مكافحة الطائفية- وثيقة مكة المكرمة وجهود الوحدة الإسلامية
المؤلف: السيد محمد علي الحسيني11.25.2025

لقد شهد التاريخ فصولًا دامية من الطائفية، تركت بصمات عميقة على جبين المجتمعات الإسلامية، ولا ريب أن استحضار هذه الأحداث المأساوية يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار، يدفعنا إلى استخلاص الدروس والعِبر، حتى لا نقع في براثن الأخطاء ذاتها مرة أخرى، خاصةً لما لهذه الأحداث من تأثير بالغ في الماضي، وتداعيات وخيمة تطال الحاضر والمستقبل، فمن ينبش في صفحات التاريخ الدموي المفعم بالمحن والفتن، لا يرمي إلا إلى إدامة دوامة العنف وإذكاء نار الفتنة، لذا، يصبح من الواجب التصدي لهذا النهج المشين، والعمل بكل جد وإخلاص على نشر ثقافة السلام والوحدة والتآخي بين كافة أفراد المجتمع.
الطائفية ليست مجرد تصنيف ديني جامد، بل هي مرآة عاكسة لمجموعة من التوترات الكامنة التي تفتك بالمجتمعات وتضعفها، فعبر التاريخ، أدت العديد من الصراعات الطائفية إلى خراب ودمار هائلين، وإزهاق أرواح بريئة، وتفشي الكراهية والضغائن التي استمرت لفترات مديدة، وانتقلت كالإرث الثقيل من جيل إلى جيل، ومما يثير الأسى والأسف أن هذه الأحداث خلّفت آثارًا طويلة الأمد على حياة الناس، وزرعت بذور الشك والانقسامات والتشرذم في النفوس، ومن هنا، تتجلى لنا أهمية توحيد الصفوف ورصّها بقوة وصلابة لدرء المخاطر التي تحدق بالأمة جمعاء.
لقد اضطلعت رابطة العالم الإسلامي، بتوجيهات سديدة من معالي الأمين العام الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بأعمال جليلة ومباركة في سبيل مكافحة خطاب الكراهية والفكر المتطرف البغيض، وهي تسعى بدأب وهمة عاليين للتصدي للطائفية المقيته بكل أشكالها والتصدي لمشاريع الفتن الهادفة إلى تمزيق وحدة الأمة، وفي غضون السنوات الأخيرة، بادرت الرابطة بدعوة ثلة من ممثلي الطوائف الإسلامية المتعددة إلى رحاب مكة المكرمة، بهدف مد جسور التواصل المتين، وبناء أرضية صلبة وقوية للحوار البناء، لإحداث تغيير جوهري وملموس، ولقد تجلت في هذه الجهود أسمى معاني الاعتزاز بالمبادئ الإنسانية النبيلة والرائعة.
إن مؤتمر وثيقة مكة المكرمة ومخرجاته القيمة والثرية، تُعد بحق من الإنجازات الباهرة لرابطة العالم الإسلامي، فقد حظي بإجماع أكثر من 1200 مرجع ومفتٍ وعالم جليل القدر من شتى الطوائف الإسلامية، وهي خطوة رائدة ومباركة في مجال إرساء دعائم الحوار الهادف والبناء بين المذاهب الإسلامية المختلفة، فهذه الوثيقة تزهو ببنود مكتوبة بماء الذهب، تؤكد على نهج الاعتدال والوسطية السمحة، وهي بمثابة خارطة طريق واضحة المعالم لمواجهة التطرف والتعصب الأعمى، وتعزيز الوحدة والتآلف بين المسلمين. إن وجود هذه الوثيقة يُعد تذكيراً دائماً بأهمية التمسك بالقيم الإنسانية الرفيعة بين مختلف الفرق والطوائف.
لم تكتفِ رابطة العالم الإسلامي بإصدار وثيقة مكة المكرمة فحسب، بل سعت بكل ما أوتيت من قوة لتفعيلها على أرض الواقع، وحرص أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد العيسى أشد الحرص على تحقيق أهدافها السامية، ليتم إعلان «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية»، هذه الوثيقة التي لا ريب فيها تُعد مرجعاً أساسياً لكافة المذاهب الإسلامية، لأنها تعكس رؤية شاملة للتعاون والتسامح والإخاء، فمن خلال هذه الوثيقة، يتم تعزيز ثقافة الحوار البناء والتواصل الفعال بين الأتباع، وإدراك التنوع الغني داخل الأمة الإسلامية، ويُعد هذا الجهد خطوة جبارة ومهمة نحو تحقيق الوفاق والوئام والاستقرار المنشود.
لقد حظيت المساعي الحميدة الرامية إلى الحوار بين المذاهب الإسلامية باهتمام بالغ من القيادة السعودية الرشيدة، وبدعم قوي لا محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، حيث جسدت هذه القيادة الحكيمة روح الانفتاح والتقريب بين المذاهب من خلال اللقاءات والمؤتمرات القيمة، كما عملت القيادة بنشاط دؤوب على تعزيز الحوار وتوجيه الرسائل التي تدعو إلى التسامح والتعايش السلمي، وتلك المبادرات الخيرة لا شك أنها تعتبر خطوات ضرورية وهامة لبناء مجتمع متناغم ومتفاهم يسوده الوئام.
إن رابطة العالم الإسلامي تعمل بعزيمة لا تلين وثبات راسخ على تعزيز منهج الاعتدال والوسطية من خلال حزمة من الاستراتيجيات التوعوية المتنوعة، وتشمل هذه الاستراتيجيات إقامة الندوات الهادفة، واللقاءات الفكرية المثمرة، والنشر عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، فمن خلال هذا الجهد المبارك، يتم رفع منسوب الوعي بين الناس حول ضرورة النجاة من براثن الأفكار المتطرفة الهدامة، وإن الهدف الأسمى هو تطوير ثقافة الحوار البناء وتعزيز قيم التسامح والمحبة بين كافة أفراد المجتمع.
إن العودة إلى وثيقة مكة المكرمة ووثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية تُعتبر ضرورة ملحّة في زمن الفتن والاضطرابات؛ لأنهما تمثلان الهدى والنور في زمن الضلال والعتمة، وإن الأمة الإسلامية بأمس الحاجة إلى الالتزام بمبادئ الوحدة والتعايش السلمي القائم على الاحترام المتبادل، وإن تفعيل هذه المبادئ السامية يمكن أن يكون الأساس المتين لبناء مجتمع مستقر وآمن يسود فيه الاحترام والمودة والوئام.
وختاماً نؤكد جازمين أن ما صدر عن رابطة العالم الإسلامي سواء على مستوى «مؤتمر وثيقة مكة المكرمة» أو مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» إنما يعكس ويعبّر بصدق وأمانة عن إجماع هذه الأمة بمختلف طوائفها ومذاهبها، ويشكل موقفها الرسمي الموحد، وما دون ذلك من خط انحراف وتطرف وطائفية بغيضة إنما مصيره الزوال والاضمحلال كما قال تعالى في كتابه الكريم: «فأما الزَّبَدُ فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، كذلك يضرب الله الأمثال».
الطائفية ليست مجرد تصنيف ديني جامد، بل هي مرآة عاكسة لمجموعة من التوترات الكامنة التي تفتك بالمجتمعات وتضعفها، فعبر التاريخ، أدت العديد من الصراعات الطائفية إلى خراب ودمار هائلين، وإزهاق أرواح بريئة، وتفشي الكراهية والضغائن التي استمرت لفترات مديدة، وانتقلت كالإرث الثقيل من جيل إلى جيل، ومما يثير الأسى والأسف أن هذه الأحداث خلّفت آثارًا طويلة الأمد على حياة الناس، وزرعت بذور الشك والانقسامات والتشرذم في النفوس، ومن هنا، تتجلى لنا أهمية توحيد الصفوف ورصّها بقوة وصلابة لدرء المخاطر التي تحدق بالأمة جمعاء.
لقد اضطلعت رابطة العالم الإسلامي، بتوجيهات سديدة من معالي الأمين العام الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بأعمال جليلة ومباركة في سبيل مكافحة خطاب الكراهية والفكر المتطرف البغيض، وهي تسعى بدأب وهمة عاليين للتصدي للطائفية المقيته بكل أشكالها والتصدي لمشاريع الفتن الهادفة إلى تمزيق وحدة الأمة، وفي غضون السنوات الأخيرة، بادرت الرابطة بدعوة ثلة من ممثلي الطوائف الإسلامية المتعددة إلى رحاب مكة المكرمة، بهدف مد جسور التواصل المتين، وبناء أرضية صلبة وقوية للحوار البناء، لإحداث تغيير جوهري وملموس، ولقد تجلت في هذه الجهود أسمى معاني الاعتزاز بالمبادئ الإنسانية النبيلة والرائعة.
إن مؤتمر وثيقة مكة المكرمة ومخرجاته القيمة والثرية، تُعد بحق من الإنجازات الباهرة لرابطة العالم الإسلامي، فقد حظي بإجماع أكثر من 1200 مرجع ومفتٍ وعالم جليل القدر من شتى الطوائف الإسلامية، وهي خطوة رائدة ومباركة في مجال إرساء دعائم الحوار الهادف والبناء بين المذاهب الإسلامية المختلفة، فهذه الوثيقة تزهو ببنود مكتوبة بماء الذهب، تؤكد على نهج الاعتدال والوسطية السمحة، وهي بمثابة خارطة طريق واضحة المعالم لمواجهة التطرف والتعصب الأعمى، وتعزيز الوحدة والتآلف بين المسلمين. إن وجود هذه الوثيقة يُعد تذكيراً دائماً بأهمية التمسك بالقيم الإنسانية الرفيعة بين مختلف الفرق والطوائف.
لم تكتفِ رابطة العالم الإسلامي بإصدار وثيقة مكة المكرمة فحسب، بل سعت بكل ما أوتيت من قوة لتفعيلها على أرض الواقع، وحرص أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد العيسى أشد الحرص على تحقيق أهدافها السامية، ليتم إعلان «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية»، هذه الوثيقة التي لا ريب فيها تُعد مرجعاً أساسياً لكافة المذاهب الإسلامية، لأنها تعكس رؤية شاملة للتعاون والتسامح والإخاء، فمن خلال هذه الوثيقة، يتم تعزيز ثقافة الحوار البناء والتواصل الفعال بين الأتباع، وإدراك التنوع الغني داخل الأمة الإسلامية، ويُعد هذا الجهد خطوة جبارة ومهمة نحو تحقيق الوفاق والوئام والاستقرار المنشود.
لقد حظيت المساعي الحميدة الرامية إلى الحوار بين المذاهب الإسلامية باهتمام بالغ من القيادة السعودية الرشيدة، وبدعم قوي لا محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، حيث جسدت هذه القيادة الحكيمة روح الانفتاح والتقريب بين المذاهب من خلال اللقاءات والمؤتمرات القيمة، كما عملت القيادة بنشاط دؤوب على تعزيز الحوار وتوجيه الرسائل التي تدعو إلى التسامح والتعايش السلمي، وتلك المبادرات الخيرة لا شك أنها تعتبر خطوات ضرورية وهامة لبناء مجتمع متناغم ومتفاهم يسوده الوئام.
إن رابطة العالم الإسلامي تعمل بعزيمة لا تلين وثبات راسخ على تعزيز منهج الاعتدال والوسطية من خلال حزمة من الاستراتيجيات التوعوية المتنوعة، وتشمل هذه الاستراتيجيات إقامة الندوات الهادفة، واللقاءات الفكرية المثمرة، والنشر عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، فمن خلال هذا الجهد المبارك، يتم رفع منسوب الوعي بين الناس حول ضرورة النجاة من براثن الأفكار المتطرفة الهدامة، وإن الهدف الأسمى هو تطوير ثقافة الحوار البناء وتعزيز قيم التسامح والمحبة بين كافة أفراد المجتمع.
إن العودة إلى وثيقة مكة المكرمة ووثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية تُعتبر ضرورة ملحّة في زمن الفتن والاضطرابات؛ لأنهما تمثلان الهدى والنور في زمن الضلال والعتمة، وإن الأمة الإسلامية بأمس الحاجة إلى الالتزام بمبادئ الوحدة والتعايش السلمي القائم على الاحترام المتبادل، وإن تفعيل هذه المبادئ السامية يمكن أن يكون الأساس المتين لبناء مجتمع مستقر وآمن يسود فيه الاحترام والمودة والوئام.
وختاماً نؤكد جازمين أن ما صدر عن رابطة العالم الإسلامي سواء على مستوى «مؤتمر وثيقة مكة المكرمة» أو مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» إنما يعكس ويعبّر بصدق وأمانة عن إجماع هذه الأمة بمختلف طوائفها ومذاهبها، ويشكل موقفها الرسمي الموحد، وما دون ذلك من خط انحراف وتطرف وطائفية بغيضة إنما مصيره الزوال والاضمحلال كما قال تعالى في كتابه الكريم: «فأما الزَّبَدُ فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، كذلك يضرب الله الأمثال».
